“ونحن في حالة العجز! نادينا السيدة فاطمة عليها السلام ، لقد رأيت مدى قدرة ومحبة السيدة فاطمة (ع) و أمومتها في ساحات الحرب وفي حقول الألغام ، وفي حين لم تحضرن أنتن الأمهات عند أولادكن عندما كانوا ينازعون الموت وهم ملطخون بدمائهم ؛ لقد شاهدت كراماتها..”
لقد كانت تلك كلمات نطق بها الولي الشهيد قاسم سليماني و هو يجهش بالبكاء والحضور من أهالي الشهداء كانت دموعهم تحفر خدودهم بكاء يجيب بكاء الولي الشهيد، إن تلك الكلمات تحكي عن عميق ارتباط الولي الشهيد بفاطمة عليها السلام و تعلقه بها و انصهار وجوده في قالب اسمها الشريف المعظم.
و قد حكى لنا التاريخ قديما و حديثا بركة التعلق بمولاتنا الزهراء عليها السلام، و لا عجب في ذلك، إذ أن أحد أسمائها الشريفة هو المباركة، و بما أنها الكوثر التي أعطاها الله لنبيه المصطفى صلوات الله عليه و على آله؛ فإن كل ما يرتبط بها لا يكون فقط مباركًا، بل مباركًا بركة غزيرة كثيرة.
و هنا نستشهد بتوبة الحر ابن يزيد الرياحي أول من خرج لمواجهة الحسين عليه السلام و حصاره، و هو الذي جعجع به عليه السلام في مسيره إلى الكوفة، يذكر لنا التاريخ و السير أن الحر يوم عاشوراء ظل يرتعش حتى تعجب منه صاحبه و هو يعرف أنه أشجع أهل الكوفة، فرد الحر عليه أنه يخير نفسه بين الجنة و النار! هذا القائد الكبير في معسكر بني أمية و الذي لم يقبل بترك الحسين عليه السلام وضيق عليه حتى نزل أرض كربلاء، كيف كانت عاقبته أن يضع المولى خده على خده و يقول فيه مؤبنا : صدقت أمك إذ سمتك حرا، أنت حر في الدنيا و الآخرة، لا نعرف من سيرة الحر قبل توبته إلا أنه رد على الحسين عليه السلام حين “قَالَ الْحُسَيْن للحر: ثكلتك أمك! مَا تريد؟ قَالَ: أما وَاللَّهِ لو غيرك من العرب يقولها لي وَهُوَ عَلَى مثل الحال الَّتِي أنت عَلَيْهَا مَا تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله كائنا من كَانَ، ولكن وَاللَّهِ مَا لي إِلَى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن مَا يقدر عَلَيْهِ” ، لقد كان احترامه للكوثر المباركة سبباً في أن يوفقه الله للتوبة، و حين تكون التوبة ببركة فاطمة فإنها تكون توبة كوثرية مباركة تعبر الأزمان و تصم آذان الدنيا، فالتائبون كثر، و لكن من كانت توبتهم ببركة فاطمة عليها السلام تجعلك تظن أن لا تائب غيرهم.
كذلك نستشهد بالشيخ عباس القمي أعلى الله في الجنان درجاته حين سئلوه عن كتابه الذي جمعه (مفاتيح الجنان) قال : لقد جعلت ثواب الجمع و العمل عليه لمولاتي فاطمة عليها السلام، لقد أنكر ذاته و جهده و جاء ببضاعة مزجاة إلى الكوثر المبارك العزيز من آل محمد فأوفت له الكيل و تصدقت عليه بأن جعلت هذه البضاعة لا يخلو منها بيت أو مسجد أو ضريح أو مقام، فالمؤلفون و الكتاب كثر، ولكن من كان كتابهم ببركة فاطمة عليها السلام تكاد تظن أن لا كاتب غيرهم.
و نضيف من واقعنا القريب عملية “سيوف الثأر” التي نفذها القائد الشهيد رضا الغسرة البحراني ورفاقه في هروبهم من سجن جو المركزي في عملية معقدة و تكاد تكون مستحيلة، رفاق رضا الغسرة يحكون عن قائدهم الشهيد شدة تعلقه بفاطمة عليها السلام وتوسله بها، ويحكون أن بداية العملية، أطلقها الشهيد القائد رضا الغسرة بنداء “يا فاطمة الزهراء”، فكان المستحيل ممكنا و الخيال حقيقة و الصعب سهلا، فعمليات المقاومين في البحرين كثيرة، و لكن من كانت عمليته ببركة فاطمة عليها السلام تكاد تظن أن لا منفذ لعملية غيرهم.
و هنا نرجع للولي الشهيد و علاقته بفاطمة عليها السلام، فالولي الشهيد تلحظ من خلال ما جمع عنه، حضور السيدة فاطمة عليها السلام في مشاعره و أحاسيسه و تفكيره و كلامه، ليس فقط ذلك الاقتباس الذي افتتحنا به المقالة هو ما يعبر عن منهج الشهيد ورؤيته، بل أكثر من ذلك.
ينقل الرادود الحسيني محمود كريمي أن البعض سأل الولي الشهيد عن منع النساء المحجبات و لكن بصورة لا تدل على شدة الالتزام من دخول الحسينية فرد عليهم الولي الشهيد : حين يأتون بيوتكم كلموهم، و لكنهم يأتون لبيت فاطمة.
وقد شاهدت له مقطعا يتحدث مع رفاقه المجاهدين من حزب الله عن الليالي الفاطمية و تعاظم انتشارها في إيران و يتكلم عن استعداده وتهيئة نفسه لحضور مجالسها، و هذا التعلق الشديد جدا بمولاته السيدة الزهراء عليها السلام جعله يوقف المكان الذي ورثه مأتما و يسميه (بيت فاطمة) ، حتى في تسميته للمكان يتجلى لك عميق صلته بمولاته الطاهرة.
فعندما تكتشف حقيقة إرتباط الولي الشهيد بالسيدة فاطمة عليها السلام فإنك في الحقيقة اكتشفت سر توفيق هذا الرجل في كل حركاته وسكناته وعلاقاته وعبادته وجهاده وكلامه وتواضعه وصبره ونصره وعمله ، إن فاطمة عليها السلام كانت مفتاحه في أن يكون ثقة الولي الفقيه و كانت عليها السلام كتابوت بني إسرائيل يدور معها الولي الشهيد أين ما دار في جهاده، و كانت سلام الله عليها براق عروجه للملكوت في عبادته و توسله، و كانت فداها أبوها قالبا صهر الولي الشهيد نفسه وصب كيانه فيه ليكون متصفا بالصفات التي رأيناها فيه.
إنهم جداول من كوثر فاطمة، فالشهداء كثر، و لكن حين يكون الشهيد رزق الشهادة ببركة فاطمة تكاد تظن أن لا شهيد غير كوثر كرمان .
0
لقد كانت تلك كلمات نطق بها الولي الشهيد قاسم سليماني و هو يجهش بالبكاء والحضور من أهالي الشهداء كانت دموعهم تحفر خدودهم بكاء يجيب بكاء الولي الشهيد، إن تلك الكلمات تحكي عن عميق ارتباط الولي الشهيد بفاطمة عليها السلام و تعلقه بها و انصهار وجوده في قالب اسمها الشريف المعظم.
و قد حكى لنا التاريخ قديما و حديثا بركة التعلق بمولاتنا الزهراء عليها السلام، و لا عجب في ذلك، إذ أن أحد أسمائها الشريفة هو المباركة، و بما أنها الكوثر التي أعطاها الله لنبيه المصطفى صلوات الله عليه و على آله؛ فإن كل ما يرتبط بها لا يكون فقط مباركًا، بل مباركًا بركة غزيرة كثيرة.
و هنا نستشهد بتوبة الحر ابن يزيد الرياحي أول من خرج لمواجهة الحسين عليه السلام و حصاره، و هو الذي جعجع به عليه السلام في مسيره إلى الكوفة، يذكر لنا التاريخ و السير أن الحر يوم عاشوراء ظل يرتعش حتى تعجب منه صاحبه و هو يعرف أنه أشجع أهل الكوفة، فرد الحر عليه أنه يخير نفسه بين الجنة و النار! هذا القائد الكبير في معسكر بني أمية و الذي لم يقبل بترك الحسين عليه السلام وضيق عليه حتى نزل أرض كربلاء، كيف كانت عاقبته أن يضع المولى خده على خده و يقول فيه مؤبنا : صدقت أمك إذ سمتك حرا، أنت حر في الدنيا و الآخرة، لا نعرف من سيرة الحر قبل توبته إلا أنه رد على الحسين عليه السلام حين “قَالَ الْحُسَيْن للحر: ثكلتك أمك! مَا تريد؟ قَالَ: أما وَاللَّهِ لو غيرك من العرب يقولها لي وَهُوَ عَلَى مثل الحال الَّتِي أنت عَلَيْهَا مَا تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله كائنا من كَانَ، ولكن وَاللَّهِ مَا لي إِلَى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن مَا يقدر عَلَيْهِ” ، لقد كان احترامه للكوثر المباركة سبباً في أن يوفقه الله للتوبة، و حين تكون التوبة ببركة فاطمة فإنها تكون توبة كوثرية مباركة تعبر الأزمان و تصم آذان الدنيا، فالتائبون كثر، و لكن من كانت توبتهم ببركة فاطمة عليها السلام تجعلك تظن أن لا تائب غيرهم.
كذلك نستشهد بالشيخ عباس القمي أعلى الله في الجنان درجاته حين سئلوه عن كتابه الذي جمعه (مفاتيح الجنان) قال : لقد جعلت ثواب الجمع و العمل عليه لمولاتي فاطمة عليها السلام، لقد أنكر ذاته و جهده و جاء ببضاعة مزجاة إلى الكوثر المبارك العزيز من آل محمد فأوفت له الكيل و تصدقت عليه بأن جعلت هذه البضاعة لا يخلو منها بيت أو مسجد أو ضريح أو مقام، فالمؤلفون و الكتاب كثر، ولكن من كان كتابهم ببركة فاطمة عليها السلام تكاد تظن أن لا كاتب غيرهم.
و نضيف من واقعنا القريب عملية “سيوف الثأر” التي نفذها القائد الشهيد رضا الغسرة البحراني ورفاقه في هروبهم من سجن جو المركزي في عملية معقدة و تكاد تكون مستحيلة، رفاق رضا الغسرة يحكون عن قائدهم الشهيد شدة تعلقه بفاطمة عليها السلام وتوسله بها، ويحكون أن بداية العملية، أطلقها الشهيد القائد رضا الغسرة بنداء “يا فاطمة الزهراء”، فكان المستحيل ممكنا و الخيال حقيقة و الصعب سهلا، فعمليات المقاومين في البحرين كثيرة، و لكن من كانت عمليته ببركة فاطمة عليها السلام تكاد تظن أن لا منفذ لعملية غيرهم.
و هنا نرجع للولي الشهيد و علاقته بفاطمة عليها السلام، فالولي الشهيد تلحظ من خلال ما جمع عنه، حضور السيدة فاطمة عليها السلام في مشاعره و أحاسيسه و تفكيره و كلامه، ليس فقط ذلك الاقتباس الذي افتتحنا به المقالة هو ما يعبر عن منهج الشهيد ورؤيته، بل أكثر من ذلك.
ينقل الرادود الحسيني محمود كريمي أن البعض سأل الولي الشهيد عن منع النساء المحجبات و لكن بصورة لا تدل على شدة الالتزام من دخول الحسينية فرد عليهم الولي الشهيد : حين يأتون بيوتكم كلموهم، و لكنهم يأتون لبيت فاطمة.
وقد شاهدت له مقطعا يتحدث مع رفاقه المجاهدين من حزب الله عن الليالي الفاطمية و تعاظم انتشارها في إيران و يتكلم عن استعداده وتهيئة نفسه لحضور مجالسها، و هذا التعلق الشديد جدا بمولاته السيدة الزهراء عليها السلام جعله يوقف المكان الذي ورثه مأتما و يسميه (بيت فاطمة) ، حتى في تسميته للمكان يتجلى لك عميق صلته بمولاته الطاهرة.
فعندما تكتشف حقيقة إرتباط الولي الشهيد بالسيدة فاطمة عليها السلام فإنك في الحقيقة اكتشفت سر توفيق هذا الرجل في كل حركاته وسكناته وعلاقاته وعبادته وجهاده وكلامه وتواضعه وصبره ونصره وعمله ، إن فاطمة عليها السلام كانت مفتاحه في أن يكون ثقة الولي الفقيه و كانت عليها السلام كتابوت بني إسرائيل يدور معها الولي الشهيد أين ما دار في جهاده، و كانت سلام الله عليها براق عروجه للملكوت في عبادته و توسله، و كانت فداها أبوها قالبا صهر الولي الشهيد نفسه وصب كيانه فيه ليكون متصفا بالصفات التي رأيناها فيه.
إنهم جداول من كوثر فاطمة، فالشهداء كثر، و لكن حين يكون الشهيد رزق الشهادة ببركة فاطمة تكاد تظن أن لا شهيد غير كوثر كرمان .
0
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال