المحتويات

” جنرال القلوب “


May 24 2021
 ” جنرال القلوب “
كلما تواضع الإنسان في حياته زاده الله عز وجل رفعة ومكانة في قلوب الناس، فكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمنصب سياسي وعسكري، هكذا كان الشهيد الحاج قاسم سليماني كان مداوم على البكاء في ذكر الشهداء وأهل البيت عليهم السلام وكان يصلي في ساحات الحرب على الأرض العراء ببدلته المتربة بتراب النضال والكفاح والجهاد للدفاع عن المظلومين، كان يصلي بخشوع وخضوع لله عز وجل كما تربى في مدرسة أهل البيت الأطهار عليهم السلام، وكان يتهجد بنافلة الليل بدعاء ودموع سخية، لم نذكر إلا القليل القليل من ما سمعناه عن هذا القائد العابد، الذي ترك أثرا كبيرا في قلوب المقاومين والشرفاء، وعلمهم عشق الجهاد والشهادة والسير على نهج سيد الشهداء شهيد كربلاء أبا عبد الله عليه السلام، قيل أنه في لقائه الأخير بالسيد حسن نصر الله، سأله السيد نصر الله هل هناك شيء جديد، فأجاه الشهيد سليماني: لا شيء، جئت لزيارتكم والسلام عليكم، ولم يعلم السيد نصر الله أن هذه الزيارة ستكون الأخيرة وسيكون عذا اللقاء الأخير مع الحاج الشهيد، وشاء القدر أن تكون هذه الزيارة كوصية من الشهيد للسيد نصر الله بإكمال مسير الجهاد والنصر، وأنتم من بعدنا ستحملون راية الحق في الدفاع عن المظلومين وعن الإسلام.
كلمات عظيمة قالها شهيد المحراب أمير المؤمنين عليه السلام في أنسه بالموت، ( والله لابنأبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه )، وعندما ضربه ابن الملجم، قال عليه السلام: ( فزت ورب الكعبة)، هذه هي المدرسة المحمدية التي علمت الأتقياء عشق الشهادة في سبيل الباري عز وجل، لقد استشهد الحاج القائد سليماني مقطع الأوصال كما قطعت أوصال الشهداء، واحترق جسده الطاهر ليرتقي في جنات الخلد والنعيم مع الصديقين والأبرار وكما قال السيد القائد علي خامنئي: ( أصبح الشهيد سليماني سماويا)، فرجال الله هم من باعوا الدنيا للفوز بمرضاته عز وجل وسقوا أرض الأنبياء والرسل بدمائهم الزكية المباركة عم فازوا كما فاز أصحاب الحسين عليه السلام، فمن سار على درب سيد الشهداء فاز برضى الله والجنة.
1


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.

الرأي

إرسال تعليق لهذا المقال