المحتويات

” سادة القافلة “


Sep 23 2022
” سادة القافلة “
يروي الشهيد قاسم سليماني:

قبل بدء عملیات بدر کنا نخطط لتنفيذ عمليات في منطقة شلمجه…تابع الإخوة الاستطلاع تحت إشراف حسین یوسف اللهي، وتواترت فرق الاستطلاع في الذهاب بعضها إثر بعض لعدة ليال متتالية. ضم فريق الاستطلاع الأول كلّ من «أكبر موسايي» و«حسین صادقي»، وقد ذهبا في هذه المهمة ولم يعودا. وبات مصيرهما مجهولاً، أتراهما وقعا في الأسر أم استشهدا؟ كنت قلقاً جداً من احتمال انکشاف أمر العمليات للأعداء.

في اليوم التالي ناداني حسين يوسف اللهي وقال «سيعود الأخوان غداً»

قلت «ومن أين علمت ذلك؟»

قال: «أخبرني أكبر موسايي في عالم الرؤيا أنهما لم يؤسرا بل استشهدا وسيعودان؛ وأنه سيعود هو غدا بينما يعود صادقي في اليوم التالي»
وعقب حسين أنهما سيعودان في اليوم التالي أو في اليوم الثالث عشر.

مازحته قائلاً: «وهل تعلم الغيب؟»

فقال «هذا ما يقوله حسین بن غلام حسين».
كان دائماً يستخدم هذه العبارة في حديثه.

کنت داخل خط شلمجه نفسه حين تعالت أصوات الإخوة قائلين إنهم يشاهدون سواداً قادما على الماء. ورغم أن الماء كان قليل العمق، واحتمال حمله للجثمانین ضعيف في الواقع ولكن هذا ما حصل. لقد أوصل الماء في اليوم الثاني عشر جثة أكبر موسایي إلى ضفة النهر تماماً حيث كان الإخوة يقرأون زيارة عاشوراء. لم تكن صدفة أن تصل الجثة إلى الشاطئ تحديدا في الوقت الذي أشار إليه حسين، وفي المكان الذي خصه الإخوة لقراءة زيارة عاشوراء. وفي اليوم الثالث عشر وصل جثمان حسین صادقي إلى ضفة النهر.

بعد وصول الجثمانين قال لي حسين يوسف اللهي: «هل تعلم لماذا وصلت جثة أكبر موسايي قبل صادقي؟»

قلت: «لا!»

فقال: «لأن موسايي لم ينقطع عن صلاة الليل قط، حتى في الماء».

أخبرني حسين أن السيدة زينب(ع) بشرته بالنصر في هذه العمليات.
لقد كان عبداً بالمعنى الحقيقي للكلمة ظاهراً وباطناً. كان عبداً لله بحق.


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.

الرأي

إرسال تعليق لهذا المقال