ذهبنا إلى سوريا مع مجموعة من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية للقاء السيد بشار الأسد. كان الحاج قاسم معنا لكنه تركنا في سوريا لأسباب أمنية. ذهبنا إلى القصر الجمهوري للقاء السيد بشار الأسد. عندما فتح المصعد رأيناه (بشار الأسد) يقف خلف الباب. لقد زرته عدة مرات من قبل وكان يعرفني. ولم يكن من عادته شخصيا ان يستقبل اي شخصية عند باب المصعد، وكان يأتي في نهاية المطاف إلى الباب الأمامي لغرفته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، المسافة من غرفته إلى المصعد كانت مسافة طويلة .

فوجئت بوقوفه حتى وصل الحاج قاسم. اكتشفنا للتو أن السيد بشار جاء إلى هناك تكريما للحج قاسم، وليس من أجلنا. في نفس رحلة وفي موعد الغداء، رأينا أن لا أحد يأكل. حضر السيد بشار ورئيس الوزراء ووزيره، سألنا السبب، قالوا إن الحاج قاسم قادم، وانتظروا حتى يأتي الحاج قاسم.

ولم يكن هذا الاحترام مقصورا على أصدقاء الحاج قاسم. شخصيته جعلت حتى أعدائه يحترمونه دون وعي عندما كان الراحل جلال طالباني رئيسا للعراق، جئت إلى خدمته وقال: “كاك فتاح، منذ ايام، في هذا المكان الذي انت جالس فيه كان الحاج قاسم جالس. كنا نتحدث عندما جاء الوزير وأعلن أن الرئيس الأمريكي على الهاتف: سألت الحاج قاسم: تسمح لي أن أتكلم أو أقول لا أستطيع؟ قال الحاج قاسم: لا بأس، تكلم وهل تريد مني أن أخرج حتی تكون مرتاحًا؟” قلت: “لا ، أجلس هنا”

قلت لأوباما ضاحكا: “هل تعرف من يجلس أمامي الآن؟ قاسم سليماني “. تغير صوت أوباما وسأل بوقفة ونبرة مفاجئة: الجنرال سليماني ؟! من خلف الهاتف شعرت أن أوباما يقف شامخًا احتراما للحاج قاسم.

(الراوي: برفيز فتاح)

مستمدة من كتاب “ولد في آذار/ مارس” مع الالتقاط وتلخيص / ص. 82-83