بعد اغتيال الشهيد سليماني صباح يوم 3 يناير 2020، زعم الغربيون أن الجمهورية الإسلامية ستتدهور تدهورا خطيرا لأنها في ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة وستفقد مصداقيتها ليس فقط في الداخل ولكن أيضا بين بلدان المنطقة. ووقع هذا الحادث المؤسف في وقت كانت فيه إيران منذ قبل شهرين، متورطة في أحداث نوفمبر 2019 عندما حولّت المعارضة والجماعات المناهضة تجمّع الشعب السلمي عقب الزيادة في سعر البنزين إلى أعمال شغب واشتباكات داخلية أدت إلی إصابة ومصرع عدد من المحتشدین وأصبحت هذه الأحداث ذريعة مناسبة لوسائل الإعلام الغربية لإظهار صورة غير واقعية لإيران.
وقام عدد من مثيري الشغب بحرق العلم الإيراني خلال الاشتباكات ومزّقوا صورة اللواء سليماني. وردا على حرق العلم الإيراني وتمزيق صورة الجنرال قاسم سليماني، نُشر له مقطع فیدیو يقول فيه: “كانت هناك بعض المشاهد الغريبة في كربلاء 5، قدّمنا شهداء للدفاع عن كل شبر من بلادنا، خاصة في تلك المنطقة. وأودّ أن أقول هنا إنني عندما رأيت التصرف غير الحكيم لذلك الجاهل في حرق العلم الإيراني، كنت آسفا جدا. وقلت لنفسي حینها: أتمنى لو أضرموا النار فيّ عشر مرات بدلا من العلم، بدلا من صورتي؛ لأننا قدّمنا عشرات الشهداء لرفع العلم وإبقائة یرفرف في القمة “.
وآنذاك، كانت الجمهورية الإسلامية تعاني من وضع عصيب بسبب العقوبات والقيود التجارية التي فرضتها عليها الحكومات الغربية، وكان من شأن تلك الأحداث أن توقع إيران في تحديات كبيرة، والأهم من ذلك، أن تستهدف وحدة الشعب الإيراني وتفرّقها.
وبعد مضي شهرين من هذه الأحداث، لاتزال كانت تقدم وسائل الإعلام الغربية تحليلات عديدة وجديدة عن الوضع الداخلي، وفي واقع الأمر استغلت ما جرى من أحداث نوفمبر لتشويه الوضع داخل الجمهورية الإسلامية، وکانت وقتها تُعدّ الأخبار في وسائل الإعلام المعارضة بطریقة کأنها تکاد أن تنشر نبأ الإطاحة بالجمهورية الإسلامية قريبًا. کما تعمدت وسائل الإعلام الغربیة في تعميم نطاق العناصر المثيرة للشغب هذه لتشمل الأمة الإيرانية بأسرها، حیث شهدنا كل يوم تُصدَر عشرات التقارير التفصيلية والتحليلية عن أحداث نوفمبر خلال هذين الشهرين ضد إيران.
وفي مثل هذه الظروف، اُغتیل في بغداد اللواء حاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما بناء على أمر مباشر من ترامب. اعتقد الغربيون أنه بعد اغتيال رجل عظيم مثل سليماني بجبن، ستواجه جمهورية إيران الإسلامية تحديا جديدا وأن مشروع الإطاحة بإيران سيتقدم بسرعة أكبر. ولکن عکس ما توقّعه الغرب، أُقيمت مراسم تشییع جثامین شهداء المقاومة في العراق ومدن إيران المختلفة بحماس شديد وقوبلت بترحيب واسع جدا.
وتحمل المراسم في طياتها عدة نقاط هامة تتمثل في تواجد أناس بأذواق وظروف اقتصادية مختلفة خلقوا مشهدا منقطع النظیر في العالم وعلی حد تعبیر حجة الإسلام والمسلمين قرائتي “إذا مات جميع الرؤساء معًا، فلن تُقام مراسيم جنازة كهذه ولن يحضر مثل هذا الحشد العظيم.
وعقب الانتهاء من تشییع جثمان الشهيد سليماني التاريخي، وصف قائد الثورة الإسلامية المشهد بأنه: “ما جرى لم يكن طبيعيا، إن إقامة مراسم تشييع جثامين الشهداء من قبل سكان المدن المختلفة رغم كل المشاكل الراهنة والمصاعب الاقتصادية، لم يكن لها مبرر طبيعي ومادي”.
وطوال حياته كان ینتاب الشهيد سليماني الشعور بالقلق والاضطراب تجاه الحفاظ على مبادئ الجمهورية الإسلامية والتعاطف مع الشعب الإيراني. ومع كل انشغالاته، كانت له علاقة حمیمة مع الشعب کما بعد استشهاده شیّع الشعب جثمانه بأروع شکل وأودعوه التراب بعد أن خلّدوا مشهدا لن ینساه التاریخ. وهذه المرة، اتحدت الأمة الإيرانية بأكملها بتعاطف، دون استثناء، ضد عدوهم القدیم ومرتكب اغتيال الشهيد سليماني وأثبتت لهم مرة أخرى عداوة النظام الأمريكي المعتدي والمتغطرس. إن الحضور الملحمي للشعب الإيراني في مراسيم تشييع جثمان الشهيد سليماني في مدن الأهواز ومشهد وطهران وكرمان لم يُظهِر أي علامات على الصراع الناجم عن أحداث نوفمبر فحسب، بل صدم العالم أيضا.
ولقد كرّس الحاج قاسم سليماني ورفاقه الشهداء حياتهم لخدمة مُثُل المقاومة والدفاع عن حقوق الشعوب وكرامتها، وبإنهاء الإرهاب الذي اعترف به الأميركيون، خُلّدوا ليس فقط في ضمير شعوب المنطقة، ولكن أيضا في ضمير شعوب العالم. وتسببت دماؤهم في صعود محور المقاومة ضد نظام الهيمنة ليس فقط في إيران، بل في جميع أنحاء المنطقة، ذلك الذي أحرز تقدمات لافتة للنظر ولايزال يحذو حذو الشهيد سليماني.
المصدر ؛iuvmpress.news
0
وقام عدد من مثيري الشغب بحرق العلم الإيراني خلال الاشتباكات ومزّقوا صورة اللواء سليماني. وردا على حرق العلم الإيراني وتمزيق صورة الجنرال قاسم سليماني، نُشر له مقطع فیدیو يقول فيه: “كانت هناك بعض المشاهد الغريبة في كربلاء 5، قدّمنا شهداء للدفاع عن كل شبر من بلادنا، خاصة في تلك المنطقة. وأودّ أن أقول هنا إنني عندما رأيت التصرف غير الحكيم لذلك الجاهل في حرق العلم الإيراني، كنت آسفا جدا. وقلت لنفسي حینها: أتمنى لو أضرموا النار فيّ عشر مرات بدلا من العلم، بدلا من صورتي؛ لأننا قدّمنا عشرات الشهداء لرفع العلم وإبقائة یرفرف في القمة “.
وآنذاك، كانت الجمهورية الإسلامية تعاني من وضع عصيب بسبب العقوبات والقيود التجارية التي فرضتها عليها الحكومات الغربية، وكان من شأن تلك الأحداث أن توقع إيران في تحديات كبيرة، والأهم من ذلك، أن تستهدف وحدة الشعب الإيراني وتفرّقها.
وبعد مضي شهرين من هذه الأحداث، لاتزال كانت تقدم وسائل الإعلام الغربية تحليلات عديدة وجديدة عن الوضع الداخلي، وفي واقع الأمر استغلت ما جرى من أحداث نوفمبر لتشويه الوضع داخل الجمهورية الإسلامية، وکانت وقتها تُعدّ الأخبار في وسائل الإعلام المعارضة بطریقة کأنها تکاد أن تنشر نبأ الإطاحة بالجمهورية الإسلامية قريبًا. کما تعمدت وسائل الإعلام الغربیة في تعميم نطاق العناصر المثيرة للشغب هذه لتشمل الأمة الإيرانية بأسرها، حیث شهدنا كل يوم تُصدَر عشرات التقارير التفصيلية والتحليلية عن أحداث نوفمبر خلال هذين الشهرين ضد إيران.
وفي مثل هذه الظروف، اُغتیل في بغداد اللواء حاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما بناء على أمر مباشر من ترامب. اعتقد الغربيون أنه بعد اغتيال رجل عظيم مثل سليماني بجبن، ستواجه جمهورية إيران الإسلامية تحديا جديدا وأن مشروع الإطاحة بإيران سيتقدم بسرعة أكبر. ولکن عکس ما توقّعه الغرب، أُقيمت مراسم تشییع جثامین شهداء المقاومة في العراق ومدن إيران المختلفة بحماس شديد وقوبلت بترحيب واسع جدا.
وتحمل المراسم في طياتها عدة نقاط هامة تتمثل في تواجد أناس بأذواق وظروف اقتصادية مختلفة خلقوا مشهدا منقطع النظیر في العالم وعلی حد تعبیر حجة الإسلام والمسلمين قرائتي “إذا مات جميع الرؤساء معًا، فلن تُقام مراسيم جنازة كهذه ولن يحضر مثل هذا الحشد العظيم.
وعقب الانتهاء من تشییع جثمان الشهيد سليماني التاريخي، وصف قائد الثورة الإسلامية المشهد بأنه: “ما جرى لم يكن طبيعيا، إن إقامة مراسم تشييع جثامين الشهداء من قبل سكان المدن المختلفة رغم كل المشاكل الراهنة والمصاعب الاقتصادية، لم يكن لها مبرر طبيعي ومادي”.
وطوال حياته كان ینتاب الشهيد سليماني الشعور بالقلق والاضطراب تجاه الحفاظ على مبادئ الجمهورية الإسلامية والتعاطف مع الشعب الإيراني. ومع كل انشغالاته، كانت له علاقة حمیمة مع الشعب کما بعد استشهاده شیّع الشعب جثمانه بأروع شکل وأودعوه التراب بعد أن خلّدوا مشهدا لن ینساه التاریخ. وهذه المرة، اتحدت الأمة الإيرانية بأكملها بتعاطف، دون استثناء، ضد عدوهم القدیم ومرتكب اغتيال الشهيد سليماني وأثبتت لهم مرة أخرى عداوة النظام الأمريكي المعتدي والمتغطرس. إن الحضور الملحمي للشعب الإيراني في مراسيم تشييع جثمان الشهيد سليماني في مدن الأهواز ومشهد وطهران وكرمان لم يُظهِر أي علامات على الصراع الناجم عن أحداث نوفمبر فحسب، بل صدم العالم أيضا.
ولقد كرّس الحاج قاسم سليماني ورفاقه الشهداء حياتهم لخدمة مُثُل المقاومة والدفاع عن حقوق الشعوب وكرامتها، وبإنهاء الإرهاب الذي اعترف به الأميركيون، خُلّدوا ليس فقط في ضمير شعوب المنطقة، ولكن أيضا في ضمير شعوب العالم. وتسببت دماؤهم في صعود محور المقاومة ضد نظام الهيمنة ليس فقط في إيران، بل في جميع أنحاء المنطقة، ذلك الذي أحرز تقدمات لافتة للنظر ولايزال يحذو حذو الشهيد سليماني.
المصدر ؛iuvmpress.news
0
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال