بعد عامين من جريمة القرن التي ارتكبها الإرهابي الأكبر والأحقر الأمريكي، بحق الشهيد اللواء قاسم سليماني والشهيد القائد ابو مهدي المهندس ورفاقهما، نستطيع القول بأنه قد مضى وقت كاف للحكم على نتائج الجريمة.
ها هم الأميركيون والصهاينة يرون مداً مقاوماً وزخماً ثورياً ومزيداً من التحدي والصمود، فاليوم، بات للشهيدين دور ملهم ودافع بعد أن تحولا الى أيقونات ثورية تؤجج الحماسة وتلهم من تسلموا منهما راية الجهاد.
بالموازين العسكرية والاستراتيجية والسياسية، بل والإنسانية، كانت الخسارة فادحة، وربما لم تعلم امريكا نفسها رغم علمها بقيمة وقامة الشهيد سليماني، حجم الخسارة الحقيقية في قلوب ووجدان المقاومين.
ولكن ما لا تعلمه أمريكا أيضاً، ويبدو أنها لا تنوي تعلّمه، هو أن أي خسارة للمقاومة تتحول دوماً إلى فرصة، وأن المقاومة لا تتوقف على أشخاص مهما علا قدرهم، بل ورموز المقاومة وشهداؤها لا ينتهي دورهم بشهادتهم وغيابهم عن الدنيا جسداً، فهم يتحولون الى قدوة وأيقونة تبث الحماسة وتشكل الدافع لمواصلة الطريق.
لن نتطرق هنا لأمور عرفانية حول دور الشهداء وتكليفهم وما يقدمونه بعد شهادتهم، ولكننا نتطرق هنا للدور الملموس للجميع وهو حجم الحماسة والإصرار على الثأر ومواصلة طريق الشهداء في إعلاء كلمة المقاومة ومقارعة الاستكبار وطرد الاحتلال.
ويكفي هنا رصد احتفاء المقاومين بالشهداء والوفاء لهم وكيف يتحول بشكل مطرد إلى مدد لفصائل المقاومة ورافد للمزيد من الملتحقين بها، وكيف يشكل دافعا لتطوير القدرات، ناهيك عن كشف العملاء والخونة والانفضاض من حولهم.
كان الشهيد سليماني ملخصاً ورمزاً للثورة الاسلامية، بشجاعتها وتفانيها واخلاصها في التعاون على كافة الجبهات مهما كانت المخاطر والتحديات. واللافت هنا هو أن الشهيد كان يعلم أهميته ورغم ذلك كان مجازفاً وتواقاً للشهادة، وهو ما يؤكد علمه بأن شهادته لن تشكل أزمة للمقاومة التي يحرص على رفعتها، بل علمه بأن هذه الشهادة ستتحول لفرصة وستشكل محطة من محطات التعبئة والحشد والإلهام لمن يحملون لواء الثورة والمقاومة.
كثفت الأبواق الدعائية في الغرب وفي منطقتنا الدعايات حول الاغتيال وشككت في قدرات من يخلفون الشهيد، ثم عادت الأبواق أدراجها لتعترف بمواصلة المقاومة لتطويرها النوعي للسلاح وتكنولوجيا الصواريخ، وعادت لتصرخ شاكية من تمدد نفوذ ايران وفصائل المقاومة وتحذر من التطورات التي أبرزتها المناورات الايرانية باعتبارها تهديدا خطيرا.
والمتابع للتقارير الصهيونية، يرصد جيداً كمَّ الانزعاج من فيلق القدس الذي كان يقوده الشهيد سليماني، حيث لم يتأثر الانزعاج الصهيوني بغياب شهيده والانتقال لقيادة مناضل جديد. وفي العراق، يرى الراصد كيف تحول الشهيد أبو مهدي المهندس الى أيقونة كبرى توشك على الطرد الكامل للإحتلال الأمريكي.
وبنظرة بسيطة على تقارير غربية مثل تقارير معهد كارنيغي حول العراق، نلمس كيف تحولت جريمة القرن وبالاً على الوجود الأمريكي في المنطقة وكيف نشأت بعد الجريمة عشرات التنظيمات المقاومة الجديدة وكيف أصبح وجودها وانتشارها والتنسيق بينها أقوى وأمتن.
الشهيد سليماني ورفاقه لا زالوا يحملون لواء الثورة ولا تزال ثنائية الدم والسيف باقية، وحتمية انتصار الدم على السيف هي سنّة كونية تلهم وتدفع المقاومين، وفخّاً مستديما للطغاة والاستعمار.
بقلم: إيهاب شوقي
0
ها هم الأميركيون والصهاينة يرون مداً مقاوماً وزخماً ثورياً ومزيداً من التحدي والصمود، فاليوم، بات للشهيدين دور ملهم ودافع بعد أن تحولا الى أيقونات ثورية تؤجج الحماسة وتلهم من تسلموا منهما راية الجهاد.
بالموازين العسكرية والاستراتيجية والسياسية، بل والإنسانية، كانت الخسارة فادحة، وربما لم تعلم امريكا نفسها رغم علمها بقيمة وقامة الشهيد سليماني، حجم الخسارة الحقيقية في قلوب ووجدان المقاومين.
ولكن ما لا تعلمه أمريكا أيضاً، ويبدو أنها لا تنوي تعلّمه، هو أن أي خسارة للمقاومة تتحول دوماً إلى فرصة، وأن المقاومة لا تتوقف على أشخاص مهما علا قدرهم، بل ورموز المقاومة وشهداؤها لا ينتهي دورهم بشهادتهم وغيابهم عن الدنيا جسداً، فهم يتحولون الى قدوة وأيقونة تبث الحماسة وتشكل الدافع لمواصلة الطريق.
لن نتطرق هنا لأمور عرفانية حول دور الشهداء وتكليفهم وما يقدمونه بعد شهادتهم، ولكننا نتطرق هنا للدور الملموس للجميع وهو حجم الحماسة والإصرار على الثأر ومواصلة طريق الشهداء في إعلاء كلمة المقاومة ومقارعة الاستكبار وطرد الاحتلال.
ويكفي هنا رصد احتفاء المقاومين بالشهداء والوفاء لهم وكيف يتحول بشكل مطرد إلى مدد لفصائل المقاومة ورافد للمزيد من الملتحقين بها، وكيف يشكل دافعا لتطوير القدرات، ناهيك عن كشف العملاء والخونة والانفضاض من حولهم.
كان الشهيد سليماني ملخصاً ورمزاً للثورة الاسلامية، بشجاعتها وتفانيها واخلاصها في التعاون على كافة الجبهات مهما كانت المخاطر والتحديات. واللافت هنا هو أن الشهيد كان يعلم أهميته ورغم ذلك كان مجازفاً وتواقاً للشهادة، وهو ما يؤكد علمه بأن شهادته لن تشكل أزمة للمقاومة التي يحرص على رفعتها، بل علمه بأن هذه الشهادة ستتحول لفرصة وستشكل محطة من محطات التعبئة والحشد والإلهام لمن يحملون لواء الثورة والمقاومة.
كثفت الأبواق الدعائية في الغرب وفي منطقتنا الدعايات حول الاغتيال وشككت في قدرات من يخلفون الشهيد، ثم عادت الأبواق أدراجها لتعترف بمواصلة المقاومة لتطويرها النوعي للسلاح وتكنولوجيا الصواريخ، وعادت لتصرخ شاكية من تمدد نفوذ ايران وفصائل المقاومة وتحذر من التطورات التي أبرزتها المناورات الايرانية باعتبارها تهديدا خطيرا.
والمتابع للتقارير الصهيونية، يرصد جيداً كمَّ الانزعاج من فيلق القدس الذي كان يقوده الشهيد سليماني، حيث لم يتأثر الانزعاج الصهيوني بغياب شهيده والانتقال لقيادة مناضل جديد. وفي العراق، يرى الراصد كيف تحول الشهيد أبو مهدي المهندس الى أيقونة كبرى توشك على الطرد الكامل للإحتلال الأمريكي.
وبنظرة بسيطة على تقارير غربية مثل تقارير معهد كارنيغي حول العراق، نلمس كيف تحولت جريمة القرن وبالاً على الوجود الأمريكي في المنطقة وكيف نشأت بعد الجريمة عشرات التنظيمات المقاومة الجديدة وكيف أصبح وجودها وانتشارها والتنسيق بينها أقوى وأمتن.
الشهيد سليماني ورفاقه لا زالوا يحملون لواء الثورة ولا تزال ثنائية الدم والسيف باقية، وحتمية انتصار الدم على السيف هي سنّة كونية تلهم وتدفع المقاومين، وفخّاً مستديما للطغاة والاستعمار.
بقلم: إيهاب شوقي
0
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال