المحتويات

” المخاوف المترتّبة علی اغتيال الجنرال سليماني “


Jan 07 2022
 ” المخاوف المترتّبة علی اغتيال الجنرال سليماني “
يعتبر اللواء حاج قاسم سليماني من أكثر شخصيات الثورة الإسلامية شعبية ورمزا للنضال ضد نظام الهيمنة والاستكبار العالمي. لقد صدمتْ أنباءُ استشهاد الجنرال سليماني العقلَ العامَ في العالم، وتصدّر النبأ المحزن عناوين الصحف العالمية في غضون ساعات، مما أثار موجة من ردود الفعل بين كبار المسؤولين الدوليين ووسائل الإعلام العالمية.
وفي فجر يوم الجمعة، 3 كانون الثاني/يناير 2020، أعلن التلفزيون الرسمي العراقي أن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي، اُستشهدا بالقرب من مطار بغداد الدولي في هجوم شنه الإرهابيون الأمريكيون. كانت سلطة الشهيد سليماني في المنطقة والعالم كبيرة لدرجة أن نبأ استشهاده أوجد موجة من الخوف والتوجّس في العالم وعكست وسائل الإعلام القلق الناجم عنه.
وكان الموقف المشترك لمعظم وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بشأن نبأ استشهاد الفريق قاسم سليماني أن اغتيال ثاني أهم رجل في إيران بعد قائد الثورة آية الله علي خامنئي، قد هز المنطقة والعالم، وأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تنتظر رد إيران على هذا العمل الإرهابي.
وتنمّ ردودُ فعل المسؤولين الأمريكيين والشخصيات البارزة على الجريمة الأمريكية عن حقيقة أنهم حتى عارضوا مثل هذه الجريمة وكانوا متخوّفين من عواقبها، وفور انتشار نبأ استشهاد القائد سليماني، ردّت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي على هجوم الجيش الأمريكي على موكب الجنرال سليماني قائلة “لا ينبغي أن نُعرِّض للخطر أرواحَ جنودنا ودبلوماسيينا بهذه الأعمال الاستفزازية”. وأضافت رئيسة مجلس النواب الأميركي أن هجوم الليلة الماضية سيزید من حدة العنف. فیما أصدر الكونغرس الأمريكي بيانا تحدّث فیه عن عدم إصدار الإذن باغتيال اللواء قاسم سليماني. وجاء في البيان الذي صدر عن الكونغرس بساعات بعد هجوم المُعتدين الأمريكان على موكب الحشد الشعبي في العراق حیث أدى إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أن هذه الهيئة التشريعية ” لم تأذن بهذا الاغتيال والشعب الأمريكي لا يريد خوض الحرب مع إيران».
وخصّصت وسائل الإعلام الأمريكية الجزء الأكبر من برامجها لتناول الحادث فور تنفیذ عملية الاغتيال واستشهاد اللواء سليماني. وفي هذا الصدد، ذكرت قناة فوكس نيوز أن القوات الأمريكية في غرب آسيا في حالة تأهب قصوى. وذكرت القناة الإخبارية الآنفة الذكر ” أن جميع القوات الامريكية فى الشرق الاوسط وُضعت فى حالة تأهب قصوى “، کما أعلنت حالة الطوارئ بين القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وذكرت جریدة ” لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن اغتيال الشهيد سليماني كان أكبر مقامرة دخلها الرئيس ترامب.
كما ردّت “سي إن إن” على الجریمة الأمریکیة بعد وقْف بث برامجها اليومية أثناء انتشار نبأ استشهاد الحاج قاسم سليماني وعدد آخر من قوات المقاومة : ” قُتل (اُستشهد) قائد فيلق القدس الإيراني، الذي له صلات بالحرس الثوري، في هجوم مدفعي  قرب مطار بغداد الدولي. كما قُتل (اُستشهد) نائب قائد قوات الميليشيا العراقية فى الهجوم” . واعترف مراسل قناة “سي ان ان” من بغداد بينما كان القلق يلوح في وجهه أن “مقتل قاسم سليماني سيكون له تاثير كبير على المنطقة، بل سيهزّها “.
كما أكّد مراسل “سي إن إن” أن ” قاسم سليماني شوهد عدة مرات في ساحة المعركة حین کان يقاتل داعش في العراق وسوريا. لقد كان شخصية لم تکتشف بعد، ومع حدوث ذلك، فإن طبيعة ما يحدث في العراق وإيران والمنطقة ستتغير ». وفي نهاية المطاف، قال إن رد إيران على هذا الاغتيال الجبان سيكون بالتأكيد شديدا.
كما غطت صحيفة الغارديان البريطانية نبأ استشهاد اللواء سليماني مشيرة إلى أنه شخص ذو سمعة عالمیة وهو ما يرجع إلى عبقريته. ونوّهت الصحيفة أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان من بين الشخصيات الأكثر شهرة في العالم بسبب براعته في قضايا الحرب، وأن سلطته ونفوذه كانا دائما یثیران الخوف والرعب في أمریکا.
وخصّصت الصحيفةُ البريطانيةُ صفحة خاصة تحمل عنوان الأزمة الإيرانية الأمريكية بعد استشهاد اللواء سليماني، وأوردت فيها أن خارطة الطريق بين الولايات المتحدة وإيران في غرب آسيا لن تتمحور حول ما كانت عليه سابقا، ولكن ستخضع المنطقة بأكملها من الان فصاعدا لتحول خطير.
ونوّهت صحيفة “غلوب أند ميل” الكندية التي غطت نبأ استشهاد القائد سليماني ووصفته بأنه عبقري، أن للجنرال سليماني شخصية شعبية ووطنية لدى الشعب الإيراني قاومت أربعة عقود أمام الضغط الأمريكي والكيان الصهيوني، وباستشهاده فقدت إيران أكبر داعميها وأهم عباقرتها في ساحة المعركة.
وتناولت قناة سكاي نيوز حادث استشهاد الجنرال سليماني وفي رد مماثل، وصفت الجنرال سلیمانی بقائد ذي سلطة قائلة: ” كان قاسم سليماني العقل المدبّر في العمليات الأمنية والعسكرية خارج الحدود الإيرانية ”
كما نقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن محلل روسى تحذيره من عواقب العمل الإرهابى الأمريكى، وكتبت أن الرد الانتقامي على استشهاد الجنرال سليمانى من المحتمل أن يكون متعدد الخطوات وبمشاركة القوات الموالية لإيران فى المنطقة.
وذكرت مجلة شتيرن الألمانية فى مقال یحمل عنوان ” الديناميت فى حاوية بارود ” أن العمل الإرهابي الأمريكي سيؤدي الى تمرد فى المنطقة، واصفة عواقبه بأنها لا يمكن التنبؤ بها .
ورددت وسائل الإعلام التركية، على غرار غيرها من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، نبأ استشهاد الجنرال سليماني، حيث نشرت صحيفة يني شفق تقريرا عن أعقاب العمل الإرهابي للولايات المتحدة وأوردت فیه ” لقد حان الوقت لكي یحّدق کل الأنظار بالقواعد الأمريكية في العراق “.
ولكن أكثر من أي بلد آخر، فقد تسلل الخوف في جسد كيان الاحتلال، لأنه فقد معنوياته خوفا من عواقب هذه الجريمة، بحيث كتب أحد مراسلي موقع فالا نيوز الصهيوني على صفحته على تويتر: ” كانت إسرائيل في أعلى مستوى من التأهب بسبب تهديدات محتملة من إيران وأعلنت إغلاق منطقة جبل الشيخ أمام الزوار “.
كما أعلنت وسائل إعلام أخرى تابعة للكيان الصهيوني عن تشديد الإجراءات الأمنية في سفارات الكيان الصهيوني في دول العالم خوفا من رد إیران على اغتيال الجنرال سليماني.
فی واقع الأمر، نال نبأ استشهاد القائد سليماني اهتمام وسائل الإعلام بشکل ملحوظ جدا بحیث إن رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك بنيامين نتنياهو، الذي سافر إلى اليونان، تخلى عن الرحلة في منتصف الطريق وعاد إلى فلسطين المحتلة.
في حين رددت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية خبر استشهاد الجنرال سليماني، قائلة إن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ينتظران رد إيران بعد استشهاد قائد القدس.
والمهم أنه لا تقتصر تغطية أنباء اغتيال واستشهاد اللواء سليماني على وسائل الإعلام المذكورة ولكن ينبغي القول إن جميع وسائل الإعلام على المستوى الدولي عكست هذه الأخبار وحللت عواقبها، مما يدل على أهميتها.
المصدر ؛iuvmpress.news
0


لا توجد تعليقات لهذا المنصب.

الرأي

إرسال تعليق لهذا المقال