في كثير من الأحيان ، ترتبط الأسماء العظيمة الخالدة للأشخاص بأماكن محدودة معينة مثل الأماكن التي ولدوا فيها وترعرعوا فيها أو أي مكان آخر يكون لسكانه علاقة أو مصلحة معهم. نعم ، مما لا شك فيه أن معظم أسمائهم في تاريخهم حققت إنجازات كبيرة وانتصارات في الحروب والمعارك ، لكنها في الغالب لا تتجاوز بيئتهم وحدود وطنهم. على سبيل المثال ، عندما نتحدث عن المناضل الجنوب أفريقي من أجل الحرية نيلسون مانديلا ، رغم صغر اسمه ، لكن إذا نظرنا إلى حالته ، نجد أنه يدور حول تحرير شعبه من براثن الاستعمار و التمييز العنصري الذي لا يتجاوز حدود جنوب إفريقيا والوطن الذي نشأ فيه.
وهذا هو حال الزعيم الهندي غاندي الذي يقتصر هدفه وقضيته على تحرير الشعب الهندي وطرد المستعمرين من الهند فقط. لكن شخصية الجنرال الشهيد الحاج قاسم سليماني خرجت من هذه المرحلة لتحلق ، وخلقت جوّاً خاصّاً به يناسبه ويشبه نظرائه البالغين. إيران ليست همّه فقط ، بل دعم المظلومين أينما كانوا ، في غزّة والعراق واليمن ولبنان وسوريا، بل حتى في غابات إفريقيا وأمريكا. لم تمنعه ​​التقسيمات الجغرافية ولا التقسيمات القومية والمذهبية المخطط لها ، إلا إذا وصلت إليه قدميه وربطته أفكاره.
هذا الهدف النبيل الذي حمله الجنرال الشهيد الحاج قاسم سليماني جعل منه شخصية عالمية بامتياز ، وهو أمر مرعب أن يسمعه ويذكره المجرمون وأسيادهم المتغطرسون ويفرح المضطهدين والمستضعفين.
بقلم: فاطمة حسن
0