قبل عشر سنوات تقريباً، وفي صباح أحد الأيام كنت أشعر بالحزن والهم. وحتى أشعر بحالٍ أفضل أعتدت الذهاب إلى روضة الشهداء جنة الزهراء عندما أكون حزيناً لكي أزور أصدقائي الشهداء وأحصل على بعض الهدوء والطمئنينة، لبست شالي وقبعتي وخرجت من المنزل، وصلت روضة الشهداء حوالي الساعة التاسعة صباحاً وجلست عند قبر صديقي الشهيد وبكيت، وفجأة سمعت صوتا أتى من الخلف فنهضت والتفتُ ورائي وإذ برجلٍ يحمل كيس قمح يمرعلى قبور الشهداء. نظرت عن كثب قليلاً فكان قاسم سليماني. لاحظ أنني كنت في مزاج سيئ واتجه نحوي. عانقته حتى واسينا بعضنا البعض، وعندما انتهينا من الحديث قال : “انهض، هيا بنا” نسيت الشيء الذي جئت من أجله. فسألته : حاجي ماذا كنت تفعل، قال: منذ فترة كنت جالسًا عند قبور الشهداء ورأيتُ بعض العصافير والحمامات يأكلون بعض الفتات من فوق القبر. فقررتُ المجيء إلى هنا كل أسبوع لأنثر القمح والحبوب على القبور. قلت: هل أنت فعلاً مشغولٌ بكل هذا ؟! اترك هذا العمل لشخص آخر يقوم به. قال: مابالك ! ومالعيب …إن هذه الأشياء هي التي ستوصلنا الى ذالك العالم النقي، وبدأنا نسكب حفنة من الدخن والحنطة على كل قبر نصل إليه وهكذا على التوالي حتى نثرنا الكثير منها لدرجة أنه لم يبقى هناك قبرٌ خالٍ من الدخن والقمح في المقبرة. تقدمت وقلت: هل أنت متأكد من أن العصافير والحمام ستأتي إلى هنا؟ أشار إلى جانب بيده وقال: انظر! التفتُ ورأيت وإذ في غضون دقائق قليلة تجمعت عشرات العصافير والحمام على قبور الشهداء وبدأت تأكل…
سيماي سليماني / المؤلف: علي شيرازي / الراوي: أكبر كشاورز
نفيسه طاهرى : 11/12/2022
سيماي سليماني / المؤلف: علي شيرازي / الراوي: أكبر كشاورز
نفيسه طاهرى : 11/12/2022
الرأي
إرسال تعليق لهذا المقال